رجال الهيئة يوزعون الحلويات والمكسرات على الأطفال بأحد الشواطئ في الشرقية
الهيئة تتخلى عن "الصرامة" و"البشوت" وتوزع حلويات العيد
تخلّت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن "صرامتها" المعتادة، ونزلت إلى مواقع التنزّه لتُوزّع الحلويات والهدايا على الجمهور، بدلاً من استخدام مكبّر الصوت في توجيه الأوامر والنواهي حسبما تعوّده الناس من "جيمس الهيئة".
هذا ما شهدته شواطئ مدينتي الخبر والدمام أيام العيد في بادرة اعتبرها مواطنون توجهاً جديداً في أداء هذا الجهاز الذي يعيش أخذاً ورداً بين المتعصّبين ضده والمتحمسين لإجراءاته.
وقال شهود عيان إنهم فوجئوا برجال الهيئة يترجلون من السيارة الرسمية، ويسيرون بين المتنزهين بلا "بشوت"، ويتجهون إلى الأطفال ويقدمون لهم هدايا رمزية وحلويات.
وذكرت ريم الغامدي التي كانت بصحبة زوجها في كورنيش الدمام أن المشهد كان مختلفاً عن الصورة المتناقلة عن أعضاء هذه المؤسسة.
وأضافت "تعودنا أن نراهم في الأسواق بملامحهم الجادة الصارمة، وإجراءاتهم المباشرة في مواجهة أي حالة تحمل مخالفة دينية، لكنهم في الكورنيش كانوا على النقيض من ذلك.. أخذوا يتجولون بمحاذاة الحاجز الحجري مثل بقية المتنزهين، ويباركون العيد مبتسمين ويوزعون الهدايا".
وأعربت الغامدي عن إعجابها بما شاهدت، مضيفة أنه من الممكن أن يُثمر مثل ذلك عن نتائج أفضل على صعيد العلاقة بين رجال الهيئة والمواطنين، وبالذات الذين يحملون مواقف سلبية تجاه هذا الجهاز المهم.
وفي الجولة التي استغرقت بضع ساعات، سجّل الأعضاء حضوراً ودوداً في المساحات المكتظة بالعائلات والشباب، وبدلاً من تلك اللغة الصارمة التي كانت تثير رهبة الشبّان ذوي قصّات الشعر الغريبة والملابس الجريئة؛ استخدم الأعضاء لغة هادئة في مناصحات شملت كثيراً من شبّان الكورنيش، ووصل بعضها حدّ المزاح، حسب الشاب جاسم الدوسري الذي اندهش من الأسلوب الجديد كلياً.
وقال الدوسري لـ "الوطن" إنه كان يفكر في الهروب حين شاهد مجموعة من الملتحين يقتربون من موقع كان فيه بعض أصدقائه. لكنه اندهش من طريقة إلقاء السلام الودود والابتسامة المريحة وطريقة الحديث.
وفيما علمت "الوطن" أن هذا البرنامج يقع ضمن خطة عمرها 10 أيام فقط؛ فإنها علمت أيضاً أن توجيهات صدرت عن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتعميمها.
وفي جانب آخر أوضح مدير عام الهيئة في المنطقة الشرقية الدكتور محمد المرشود أن هذا البرنامج يعد الأول من نوعه في المنطقة شارك فيه 50 عضواً ووزعوا قرابة 6000 هدية، ويستهدف كسر الحاجز بين أعضاء الهيئة والجمهور وفيه مشاركة لأفراح المواطنين والمقيمين.
وأضاف "نسعى لإيصال أهداف أهمها أننا في الهيئة تتعدد أدوارنا وجميعها يصب في خدمة المجتمع وسلامته" مبينا أن البرنامج لاقى نجاحاً كبيراً